بوتليس الجزء الثاني

بوتليس الجزء الثاني
قال لولده ” نحن يا ولدي مكبلون مكبلون و معلقون مكبلون من الأيادي أرواحنا مكبلة و أجسادنا مكبلة الأرباب الأسياد يكبلون اليد الأولى بكل ما لهم من سطوة و سلطة و شرائع أما اليد الثانية فتكبلها أنفسنا يكبلها الخوف و السكوت نحن في عقابنا هذا يفتكون من أنفسنا من أكبادنا بل نعطي بسكوتنا أكبادنا كل يوم يأتي نسر شهام و يفترس هذا الكبد كل يوم و إذا حل اليوم الثاني و نمت أكبادنا و حلت محلها أكباد أخرى عاد النسر و إلتهمها هكذا نحن لم نسرق الشعلة بل سرقت منا الشعلة شعلت الغضب و أخذنا رماد الخضوع ما سرقناه هو الحيز المكاني الذي نحتله هذا كل ماسرقنا و يجب أن ندفع من أكبادنا ثمن وجودنا يأتي النسر و يأكل من كبدنا ثم يقول “أحسنت فعلا بسكوتك أحسنت فعلا بدفعك الضريبة أحسنت فعلا فأنت تدفع و تسكت عن الغلاء أحسنت فعلا فنحن بفضلك نأكل و أنت تخسر كبدك كل يوم تخسر عضوا منك كل يوم قطعة منك كانت ستعينك على نفسك و عيالك وهبتها لنا بسكوتك و خضوعك أحسنت و لا تنسى القاعة الحرية هي العبودية ” يأتي كل يوم و يقول كلامه هذا و يقصد التلة حيث شهام و يقدم له أكبادنا ملايين الأكباد كل يوم أما أنت يا ولدي فلا تنسى الحرية هي العبودية عليك أن تكون عبدا كي تكون حر عبوديتك للأرباب و سلطتهم تصنع حريتك إذا ما كبرت عش عبدا عش عبدا للأسياد و إقترب منهم و كن خادما لهم وفيا لهم كالسحالي كن عبدا للأسياد فتصبح حرا بين العبيد لا مجال لحرية أخرى كن السيد بين العبيد العبد بين الأسياد مارس العنف على العبيد ليرضى الأسياد مارس عنفك على العبيد لتشعر بحريتك و تتنفسها كن العصا و لا تكن عاصيً للأسياد كن أنت المعنِف لا المعنَف العبودية حتمية فكن أنت من يُخضع العبيد للسادة أرأيت النسر أرأيت قوته و جبروته أرأيت الخوف في أعيننا منه أرأيت الخوف في عينيك منه كن مثل النسر يخافك و يهابك من يراك من العبيد كن السوط و لا تكن الظهر كن الجلاد كن السجان كن كل ما يرهب من يراك أتذكر عندما كنت طفلا كنت أهددك بالنسر كي تهدأ و تلتزم أرأيت الخوف المزروع في نفسك من النسر من يومها الرعب الذي أصابك سيكون مزروعا في نفوس غيرك منك إجعل الجميع أذلال أمامك فأنت عصا الأسياد لا تطمح لتكون سيدا أنت عبد السيادة تورث لا تكسب في أرضنا لكن كن أقرب للأسياد من العبيد أنت عبد و عبد له سيادة على العبيد خير من عبد عليه سيادة من عبد آخر أفهمت يا بوتليس ولدي !” قال هذا بروميثيوس لولده بوتليس يوم إلتحاقه بكلية الشرطة