بوتليس الجزء 3

بوتليس الجزء 3

كان بوتليس يخمد أحد الحرائق عندما جاء الرب
و كان شهام في خلوته وحيدا خائفا من الحرائق أن تصل عتبة
صخرته و بلاطه
كان الرب غاضبا عندما إقتحم خلوة شهام
إقتحمها عنوتا و كأنه الريح
إقتحمها عنوتا و كأنه الإعصار الذي سيقلب و ينقلب
إقتحمها لقلب الميزان
ليعود الرب ربا و يعود شهام من حيث جاء
الرب غاضب عرشه الذي تقاسمه و شهام قرر أن يعود له لوحده
دون غيره و دون شريك و دون رقيب
هو الرب
الذي صوره في كل قلب
و حبه على كل لسان
و الخوف منه في كل فؤاد و عقل
الرب الذي بارك لشهام
و بارك لحلفاء شهام من البنيكين
اليوم فترة تنتهي و أخرى تبدأ
اليوم تموت فترة البينكين تنتهي و ينتهي معها إسمهم
راحوا كما راح المماليك و كما مات الرفاق
و كما حدث في القلعة
راح شهام وشيعته و جاء الرب ليمسك زمام الأمور ليعيد الأمور
كما كانت
صدقوني
كما كانت حرفيا قبل شهام و قبل شيعته
و قبل البنكين
و قبل ولادة أول بنيك في هذه القرية
جاء الرب ليبتلعهم
و يخمد الحرائق
و ينفيهم في باطن باطنه
الرب غاضب من شهام
الرب يبلع شهام
يبلعه دون مضغ
كي يجمد في بطنه فيكون آية
البنيكين بين فار و قابع في بطن الرب و مهلل لعدالة الرب
سيزيف كف عن الحرائق
سيزيف يقول
” الحمد للرب الذي أنهى جوعي و مرضي و كارثتي و أحل السلم”
أما أبناؤه
فلم يأخذوا الدقيق بعد
بل أخذوا الكلام
أكلوا الكلام
تتداووا به و شبعوا به و صاروا في الكرامة به
ها هم ينعمون بحرية الرب
بفضل الكلام
هاهم في نعيم قريتهم بفضل الكلام وبفضل الإعصار
هاهم يرددون الكلام
و يؤمنون به من قلوبهم
أما عقولهم
ففي مخزن الرب تهيأ
مصادرة كي لا يشرك أحد بهذا الرب الجديد
فقط القلوب تبض
أنت لست بحاجة للعقل كي تعيش
القلب يجب أن ينبض
فينبثق في العروق دم مخصب بحب الرب و التباعية له
العقل مصدر إزعاج و فوضى ماحجتك له مادم قلبك ينبض
بوتليس محى لفظ البنيك من إسمه
خشية أن يبتلع هو بدوره
بوتليس وضع الريشة التي وهبها إياه شهام
و حمل الخوذة و الدرع
ليكون درع الرب
و حامي إعصاره من أي إعصار آخر
الرب يحب خلق الأعاصير
لكنه يخاف أن تكون خالعة لسقف بيته يوما
الرب يحب إبتلاع البنيكين
لكنه يكره أن يأتي من من صلبه
و يخرج البنيكين من بطنه
البنيكين جميعهم إخوة و أبناء عمومة
يحكمون القرية من ستة عقود
و جدهم هو الرب في السماء
بل هو رب السماء
جدتهم هي الأرض
حكموا جدتهم و من عليها
حتى غضب الجد و جاء و إبتلعهم في بطنه بفضل إعصاره
أما بوتليس فهو المريء الذي يبتلع الرب منه و بفضله
البنيكين
البنيكين كانوا همج و جهل و رعاع و فسد
يستحقون البلع و الهضم و الإفراز حتى
فهم ليسوا إلا فضلات بشرية
أما الرب
فلا سماح معه
و لاتسامح ولا سمع و لا أخذ ولا رد
إنه الرب الذي لا يخطئ
الرب الذي لا يناقش
الرب الذي يبتلع
أولاده و أحفاده و معارضيه من البشر
سيزيف أحب الرب
آمن به أكثر
و قدسه أكثر
بوتليس في كل مكان
همه الوحيد أن يسمع من لا يقبل بعودة الرب
هو يبحث عن الكفار
المهرطقين السذج
بوتليس يصادر العقول
أو مابقي منها
بوتليس في كل مكان هجر الصخرة
و هاهو الآن عصا الرب
فالخوف كل الخوف من يأتي أحد من الصلب الرب
و يفتك منه ما إفتكه للبنيكين
بوتليس يصرخ في كل مكان
” الحرية هي العبودية “